الجمعة، 24 فبراير 2012

لا أعتذر عن خطأ غيري

 لم يكن قد مضى على حضوره أكثر من أسبوع فقد كان منتدبا من مدرسة أخرى ليعوض غياب مدرس قد كسرت رجله.
على عادته اليومية ، يضع حقيبته على الطاولة ، يخلع الشال من حول رقبته ، يضعه فوق حقيبته ، ليس فيه عيب سوى أنه لا يحسن إدارة الصف مطلقا ، الطلبة يدخلون من باب ويخرجون من الآخر - فقد كان للصف بابان - تمضي الحصة من غير درس سوى الفوضى.
هذا يحدث اليوم في الحصة الأخيرة، قلب الشال من على حقيبة وجد فيه حفنة من التراب  انقلب الصف الطلبة يضحكون ، آخرون مذهلون ، هرول نحو ادارة المدرسة ، جاءت الادارة بأقطابها الثلاثة المدير والمشرفان الاداريان - رحمهم الله تعالى - طلبوا من الأستاذ ان يعود لغرفة المعلمين.
بعد مقدمات عن أدب الضيافة واحترام المدرس المنتدب ، كان الحديث موجها لطلبة الثانوية العامة.
طلب المدير: من الطلبة أن يخبروه بمن وضع التراب في الشال . 
ساد الصمت الصف ، الاجابة المعتادة لهذا السؤال
التفت مدير المدرسة نحوي : سألني نفس السؤال؟ 
قلت : لو كنت أعرف لأخبرتك الآن ، وحين أعرف سأخبرك أمامه أنه هو الفاعل، العام الدراسي يمضي والمادة متعطلة بسبب غياب المدرس ، وهذا المعلم الاحتياط ، لم يستطع أن يشرح هذه المادة بسبب ضعف ادارته للصف على عكس مادة التاريخ والجغرافيا التي يرتعب الطلبة من اساتذتها . احتراما لهيبة المعلمين ولطول العهد فقد بدآ يدرسان هذا الفصل من السادس الابتدائي وحتى وصلوا معهم إلى الثالث الثانوي .
تكلم أقطاب الادارة المدرسية دون فائدة ترجى .
أخيرا ، طلبوا منا أن نشكل مجموعة من الطلبة مكونة مني وثلاثة آخرين للاعتذار للمعلم.
قلت : لن أذهب لسببين الأول لست صاحب الخطأ ، ثانيا : ماذا لو عاد هذا الطالب لفعلته مرة أخرى ، هل يلزم أن نعود للاعتذار ويعود الطالب للخطأ وهكذا.
صفق الطلبة لي 
قرع جرس انتهاء الدوام
خرجنا من الصف 
بقت الادارة في مكانها لم تتحرك
كان موقفا غير طبيعي ولكن هكذا مضى الموقف
رجع المعلم إلى مدرسته لم يكمل معنا.
 جاء مدرس جديد ماهو من الأول ببعيد ولكنه أحسن أداء.
كان هذا في ثانوية الراشدية بعجمان  العام الدراسي 1981-1982م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق